کد مطلب:109951 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

خطبه 233-در حمد خدا و لزوم تقوا











ومن خطبة له علیه السلام

یحمدالله ویثنی علی نبیه ویوصی بالزهد والتقوی

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْفَاشِی فِی الْخَلْقِ حَمْدُهُ، وَالْغَالِبِ جُنْدُهُ، وَالْمُتَعَالِی جَدُّهُ. أحْمَدُهُ عَلَی نِعَمِهِ التُّؤَامِ، وَآلاَئِهِ الْعِظَامِ. الَّذِی عَظُمَ حِلْمُهُ فَعَفَا، وَعَدَلَ فِی كُلِّ مَا قَضَی، وَعَلِمَ مَا یَمْضِی وَمَا مَضَی، مُبْتَدِعِ الْخَلاَئِقِ بِعِلْمِهِ، وَمُنْشِئِهِمْ بِْحُكْمِهِ، بِلاَ اقْتِدَاءٍ وَلاَ تَعْلِیمٍ، وَلاَ احْتِذَاءٍ لِمِثَالِ صَانِعٍ حَكِیمٍ، وَلاَ إِصابَةِ خَطَأٍ، وَلاَ حَضْرَةِ مَلْأٍ.

الرسول الاعظم

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ابْتَعَثَهُ وَالنَّاسُ یَضْرِبُونَ فِی غَمْرَةٍ، وَیَمُوجُونُ فِی حَیْرَةٍ، قَدْ قَادَتْهُمْ أَزِمَّةُ الْحَیْنِ، وَاسْتَغْلَقَتْ عَلَی أَفْئِدَتِهِمْ أَقْفَالُ الرَّیْنِ.

الوصیة بالزهد والتقوی أُوصِیكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَی اللهِ، فَإِنَّهَا حَقُّ اللهِ عَلَیْكُمْ، وَالْمُوجِبَةُ عَلَی اللهِ حَقَّكُمْ، وَأَنْ تَسْتَعِینُوا عَلَیْهَا بِاللهِ، وَتَسْتَعِینُوا بِهَا عَلَی اللهِ: فَإِنَّ الْتَّقْوَی فِی الْیَوْمِ الْحِرْزُ وَالْجُنَّةُ، وَفِی غَدٍ الطَّرِیقُ إِلَی الْجَنَّةِ، مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ، وَسَالِكُهَا رَابحٌ، وَمُسْتَوْدَعُهَا حَافِظٌ. لَمْ تَبْرَحْ عَارِضَةً نَفْسَهَا عَلَی الْأُمَمِ الْمَاضِینَ وَالْغَابِرینَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَیْهَا غَداً، إِذَا أَعَادَ اللهُ مَا أَبْدَی، وَأَخَذَ مَا أَعْطَی، وَسَأَلَ عَمَّا أَسْدَی. فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا، وَحَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا! أُولئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً، وَهُمْ أَهْلُ صِفَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ إِذْ یَقُولُ: (وَقَلِیلٌ مِنْ عِبَادِیَ الشَّكُورُ) فَأَهْطِعُوا بِأَسْمَاعِكُمْ إِلَیْهَا، وأَلِظُّوا بِجِدِّكُمْ عَلَیْهَا، وَاعْتَاضُوهَا مِنْ كُلِّ سَلَفٍ خَلَفاً، وَمِنْ كُلِّ مُخَالِفٍ مُوَافِقاً. أَیْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ، واقْطَعُوا بِهَا یَوْمَكُمْ، وَأَشْعِرُوهَا قُلُوبَكُمْ، وَارْحَضُوا بِهَا ذُنُوبَكُمْ، وَدَاوُوا بِهَا الْأَسْقَامَ، وَبَادِرُوا بِهَا الْحِمَامَ، وَاعْتَبِرُوا بِمَنْ أَضَاعَهَا، وَلاَ یَعْتَبِرَنَّ بِكُمْ مَنْ أَطَاعَهَا. أَلاَ وصُونُوهَا وَتَصَوَّنُوا بِهَا، وَكُونُو عَنِ الدُّنْیَا نُزَّاهاً، وَإِلَی الْآخِرَةِ وُلاَّهاً. وَلاَ تَضَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ التَّقْوَی، وَلاَ تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ الدُّنْیَا، وَلاَ تَشِیمُوا بَارِقَهَا، وَلاَ تَسْمَعُوا نَاطِقَهَا، وَلاَ تُجِیبُوا نَاعِقَهَا، وَلاَ تَسْتَضِیئُوا بِإِشْرَاقِهَا، وَلاَ تُفْتَنُوا بِأَعْلاَقِهَا، فَإِنَّ بَرْقهَا خَالِبٌ، وَنُطْقَهَا كَاذِبٌ، وَأَمْوَالَهَا مَحْرُوبةٌ، وَأَعْلاَقَهَا مَسْلُوبَةٌ. أَلاَ وَهِیَ الْمُتَصَدِّیَةُ الْعَنُونُ، وَالْجَامِحَةُ الْحَرُونُ، وَالْمَائِنَةُ الْخَؤُون، وَالْجَحُودُ الْكَنُودُ، وَالْعَنُودُ الصَّدُودُ، وَالْحَیُودُ الْمَیُودُ. حَالُهَا انْتِقَالٌ، وَوَطْأَتُهَا زِلْزَالٌ، وَعِزُّهَا ذُلٌّ، وَجِدُّهَا هَزْلٌ، وَعُلْوُهَا سُفْلٌ، دَارُ حَرَبٍ وَسَلَبٍ، وَنَهْبٍ وَعَطَبٍ، أَهْلُهَا عَلَی سَاقٍ وَسِیَاقٍ، وَلَحَاقٍ وَفِرَاقٍ. قَدْ تَحَیَّرَتْ مَذَاهِبُهَا، وَأَعْجَزَتْ مَهَارِبُهَا، وَخَابَتْ مَطَالِبُهَا، فَأَسْلَمَتْهُمُ الْمَعَاقِلُ، وَلَفَظَتْهُمُ الْمَنَازِلُ، وَأَعْیَتْهُمُ الْمَحَاوِلُ: فَمِنْ نَاجٍ مَعْقُورٍ، وَلَحْمٍ مَجْزُورٍ، وَشِلْو مَذْبُوحٍ، وَدَمٍ مَسْفُوحٍ، وَعَاضٍّ عَلَی یَدَیْهِ، وَصَافِقٍ لِكَفَّیْهِ، وَمُرْتَفِقٍ بِخَدَّیْهِ، وَزَارٍ عَلَی رَأْیِهِ، وَرَاجِعٍ عَنْ عَزْمِهِ، وَقَدْ أَدْبَرَتِ الْحِیلَةُ، وَأَقْبَلَتِ الْغِیلَةُ، (وَلاَتَ حِینَ مَنَاصٍ). هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ! قَدْ فَاتَ مَا فَاتَ، وَذَهَبَ مَا ذَهَبَ، ومَضَتِ الدُّنْیَا لِحَالِ بَالِهَا، (فَمَا بَكَتْ عَلَیْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِینَ).